30‏/1‏/2009

صاحبة الصوت الحنون !!!!!!!!!!!

حقا لم تكن المرة الأولى ...
تكررت حتى الآن أكثر من خمس مرات في خلال أشهر عديدة ...
ولم يكن الخبر له وقع الصدمة عليها ...
حينما قال لها الطبيب أنه لا فائدة ترجى من العلاج ، لم يتوقع أن تتقبل الخبر برحابة الصدر تلك...
صحيح أنها ليست صديقة ، ولا تملك يقين الصالحين ولا صبر سيدنا يعقوب، لكنها تقبلت الخبر بفرح غريب....

لم يكن غريب عليها فقط نظرت للأمر من وجهه نظر أخرى لأول مرة في حياتها...
لأول مرة في حياتها هي حرة ، حقيقة أنها حرية محدودة بوقت..
لكنه ككل المواعيد لا يعلم حينه إلا الله ...
حرة في عدم الذهاب للعمل ..فقد أفقدها المرض بعض من السيطرة على عقلها، فما قيل لها قبل قليل اصبح من الصعب تذكره ..فما بالها بالبعيد! فلم تعد تعمل

لم تعد تأبه للمواعيد فمن يهتم الآن للمواعيد؟أصبحت أكثر حرية في الخروج من بيتها...فمن الأشياء القليلة التي لا زالت تذكرها بيتها ونفسها وذاكرة الطفولة التي أكد لها الأطباء أنها لن تنطفيء إلا بفقدانها آخر نفس ...
فقط كان عليها أن تحتمل بعض الرفقة التي لازمتها لكي لا تنسى في أحلك الظروف طريق العودة...
أصبح كل من حولها ودود ... وهي تكره الودودين أكثر من اللازم ..يشعرونها أن هناك شيء سيء ...
...ماذا دهى زوجها ؟ فجأة أصبح ودودا أكثر من اللازم ....
لماذا تغيرت وجهه نظره في أهلها فجأة ...هي لا تذكر ما حدث بينهما ولا تذكر أن شيئاً عكر صوف تلك العلاقة هي تشعر فقط أن هناك شيء غامض وأن العلاقة ما بين الاثنين لم تكن على ما يرام ...ولكن لم؟ .....
لماذا أصبح ودودا ناحية قطها ؟؟...ماذا كان اسمه ؟ زوجها لا القط ... نظرت قليلاً إلا خاتم الزواج لتجد اسم محفوراً عليه ..استنتجت انه اسم زوجها لا شك...لقي.. ياله من اسم غريب...احقا هو لزوجها هذا الاسم غريب...
متى اصبحت حماتها بهذا الخوف ...ولماذا تتعمد الكلام عن طيب العلاقة بينهما ..قد تكون مريضة لكنها ليست بهذه السذاجة على الأقل...
يهاتفها الكثيرون في الأونة الأخيرة... لكنها لم تعد تبالي بالرد عليهم فقط كانت تهتم لتلك المكالمة التي تأتيها مساءاً لتطمأن على حالها ...صوت حنون جميل .. لم تستطع كثيرا أن تعرف عمر صاحبة الصوت .. لا تذكر من هي ...خافت أن تذكر أمر تلك المكالمة لزوجها ....وتستعين به على تذكيرها بهذا الصوت الجميل ....
هل يمكن أن يملك شخص ما هذا الحنان كله في صوته ؟ لدرجة تستشعربها أن العالم كله يحبك ويأبه لك ...
وأكثر ما خشيته أن يذكر لها زوجها أن صاحبة هذا الصوت كانت على علاقة سيئة بها ....
هي لا تريد أن تفقد تلك المتعة الكبيرة التي صاغها لها الزمان ....
تمنت فقط لو تتذكر صاحبة هذا الصوت ... كان شيء بداخلها يرفض أن يتخيل أي علاقة سيئة بينها وبين صاحبة هذا الصوت الحنون الطفولي ...
لأول مرة منذ عام مضى عليها في مرضها هذا ..تتمنى لو أن تتذكر ..من أنت ؟!!!
كان الصباح مشرقاً كالعادة منذ أن عرفته لأول مرة منذ سنة كأنها كانت أول مرة تراه ...
يقولون انها في الخامسة والثلاثون من عمرها لكنها لا تذكره طوال تلك السنوات
هي فقط تذكر الصباح الذي رأته من سنة حينما أخبرها الطبيب أنه لامفر من الاعتراف بعدم جدوى العلاج
فقط عيشي ما كتب لك من العمر كما لم تفعلي من قبل...
كانت تقضي صباحها أمام البحر كل يوم لمدة عام ... كأنها كانت تصنع ذاكرتها الخاصة بها ...
تعود بعدها لتلحق بتلك الدار ماذا كان اسمها؟ لا يهم ...حقاً ..لا يهم ؟ كانت تحادث نفسها حينما تدخلت مرافتها في تذكيرها باسمها ....
لأول مرة ترى نفعاً لتك المرافقة الباردة كأناه نحتت من ثلج ...ضحكت فسألتها تمثال الثلج عن سر ضحكها ...خشيت أن تخبرها .. فقد همت أن تسألها عما إذا كانت تعرفها من قبل ...ثم عدلت عن هذا القرار ..خشية أن تكون تمثال الثلج_هكذا اسمتها_ قريبة لها بشكل او بآخر ....
تستمتع بتلك اللحظات التي تقضيها بين هؤلاء الملائكة الصغار فقد أجبرها مرضها على الالتحاق بصفوف الأطفال لمشاكل طفيفة بدأت في الظهور في النطق...
برغم من هذه المتعة لكنها بدا انها تفتقد تلك الصحبة صحبة تستشعرها ولا تجد لها تفسير
فقد حينما ترى صديقاتها يرحبون بها تشعر بذلك الشعور الغامض يراودها ...حنين لم تشعر به في مكان آخر لا سيما تلك المكالمة من صاحبة الصوت الحنون...بدا لها المسمى غريب ...لكنها لم تأبه .. فهي تعلم جيداً أنه قد يكون الأسم العاشر الذي اختارته لها ... هي فقط لا تذكر ...فقد سمعت زوجها يخبر أمه في الهاتف صباحاً أنها أطلقت حتى الآن عشرات الأسماء على قطها ...
سمعته يحكي لأمه عن ملله منها وكيف انه يريد أن (يلطف الله بي عما قريب) ليمكث معها أبد الدهر وكيف حثها على الصبر على ما هو قريب وتعجبت له .. هل كان يحب أمه كل هذا الحب ؟؟؟ وما هو هذا القريب ؟؟؟
لم تأبه فهي تعرف أنها قد لا تحيا لترى كل هذا ...هو الفضول لا أكثر ..لكنها اطمأنت لأنها سوف تنسى كل هذا بعد مكالمة المساء ...
خرجت من الدا ر ... تلقفتها تمثال الثلج...
وفي الطريق إلى البيت تخيلت كيف سيكون حالها إن تركتها تمثال الثلج وحيدة يوما ما؟؟؟؟
لكنها سرعان ما ازاحت تلك الفكرة عن رأسها ...لابد أن أحدهم يدفع لها جيداً حتى لا تفعل ... وبالتأكيد هي مسئولة أمامهم بشكل ما ...
حمدت الله أن هذا لم يحدث حتى الآن ..وأن الله ترك لها متعة الخيال..
كانت تتمنى أن يحل المساء سريعا ...فهي لم تعد تطيق فراق صاحبة الصوت الحنون بدا لها المسمى غريب ...لكنها لم تأبه .. فهي تعلم جيداً أنه قد يكون الأسم العاشر الذي اختارته لها ... هي فقط لا تذكر
أخيراً أتي المساء ..وانتظرت ...لكن المكالمة لم تاتي ....ساعتان أو اكثر لا تذكر وقفت بجوار الهاتف تنتظر....


يتبع

ليست هناك تعليقات: