جرح جديد

بالرغم انه لم يكن ولن يكن آخر شيء أفارقه ، ورغم انه لن يكون آخر الأحزان، ولا أولها، إلا أن هذه المرة تأثرت بشكل ما....
قد يكون الفراق مع الحب؟ وايثار السلامة ومنعا للمشاكل المتكررة؟؟؟
قد تكون تلك المرة جاءت الجراح أكبر من أن تحتمل والسبب ربما تزامنها مع جراح أخرى أكبر وأعمق منها بكثير...
صحيح أن السبب ربما يكون واهيا في نظر البعض ، لكنه جرح وكل جرح له إيلام مهما صغر، وما النار إلا من مستصغر الشرر....

قبل العيد بأيام قليلة كنت في مكتبي وإذ بإحدى صديقاتي تهاتفني ، تسأل عن أخباري وتسألني : كلمتي صديقتنا فلانة؟ ولأني كنت غاضبة من عدم سؤالها عليً، فعلمت من صديقتنا المشتركة أن فلانة زوجها مات ، صرخت محمد؟
ولم تستطع كلتانا أن تكملا المكالمة !

لم أكن خائفة على صديقتي وصغيرها الذي لم يتم عامه الثاني بعد، كنت حزينة من الدنيا ومقالبها الساخنة المتكررة ،
كنت غضبى على الدنيا وكارهة لها، حقيقا أن الدنيا لا تفعل شيء ولكني أحسست بمدى قسوة المعيشة فيها .

بعدها على الواحدة ظهراً خبر موت شخص لا اعرفه شخصياً ، لكنه كثيرا ما دعا الله لي، أثر في موته كثيرا خاصة قوله قبل وفاته للآخرين : قولوا لا إله إلا الله .
الخبر الثالث : وفاة زوجة عمي تقريبا في اليوم التالي !
لم تعد اعصابي تحتمل المزيد آثرت السلامة وانزويت بأحزاني،ويبدو أن هذه الحالة ستطول بي بعد أن جاء هذا الجرح الأخير....

صحيح أنه لم يكن وداعاً بالشكل المتعارف عليه ، كان وداعاً سريعاً كالتماع البرق في كبد السماء ، لكنه كان كافياً لألمح تلك النظرة في عينيها ، ولتلمحها هي في عيني ، حاولت أن أبدو متماسكة...لكن الشوق تفضحه عيونه ، نظرتها الجميلة وعيونها الواسعة تخفي ألماً لا يوصف ولا يحتمله بشر، تحملته بشجاعة فطرت عليها، لكن يبدو أن اليل لا يخفي ابتسامه الطروب كأدمع المتوجع، فقد فضح الليل آلامها ، واليوم برغم الوداع الصامت لم تنسى أن تداعبني كعادتها، فاضحك وأقول لها بعد أن احتضنها خدي بالك من نفسك ...
وبالرغم انها ليس آدمية وأنها قطتي الصغيرة فقد حزنت لفراقها ...فهي ما تبقى لي من أصدقاء في هذه الدنيا
ولأن معرفتي بالدنيا المنع والحرمان بعد التعود أو في وقت الاحتياج ، فقد حزنت لفراقها برغم أنها ....قطة