25‏/10‏/2009


تحب الشتاء فهو يمثل لها ذكريات سعيدة...

حينما يختفي الناس ويقل المارة...

تستطيع أن تمارس هوايتها المحببة ...

السير تحت المطر الشديد والتأمل...

أكثر ما يغيظها هؤلاء الناس الذين يطالبونها بالاختباء خوفاً من أصابتها بالبرد...

كثيرا ما يطالبنا الناس أن نفعل ما يملونه علينا ..لا ما نحب أن نكون..

لا تهتم ...تمارس هوايتها .. لايفسد عليها متعتها سوي تذكره...

تلك الساعات التي كانت تقضيها تحادثة...أراءها التي كان يراها كالقطار لا تتغير...

يفسد عليها متعتها ..تذكر كم كانت كاللعبة بين يدي طفل عابث...

تتذكر أعجابها بنفسها إذا ما مدحها ...

تتذكر كلامه ونصائحه المتواصله للمضي قدماً...

عرضه الغريب...

تنهمر دموعها ...تمتزج بنقاط المطر الكبيرة التي تغمرها ..

تتذكر غباءها كيف لم تفهم ...

كيف لم تتوقف...

هي التي لم يجرؤ أحدهم أن( يغني ) عليها يوماً..

كانوا يدركون كم هي صعبة المنال ...

ذكية تعرف الناس من كلامهم ...

تعترف لنفسها أن تأملها الناس قد أفادها ...

فكيف لم تسعفها نفسها للتفهم؟!!!

لعله شعور الحب واللحظات الدافئة ..هو ماحركها ..

يزداد المطر أنهماراً وتصعب الرؤية مع تلك الدموع الحارقة في عينها ...

لعلها رأت فيه الأبوة التي لم تعشها ....

آه وآآآآه ...هذا الشعور الذي كم خشيت أن تقع فيه...
يشتد الهواء ..تتأرجح قليلا للأمام...
تضم المعطف ..
يكاد الهواء ان يقتلعها
يمثل فقدانه لديها فقدان التوازن...
كم من عاصفة مشيت فيها ...
لم يكن الهواء ليجرؤ على تعنيفها هكذا من قبل
صعب جداً أن تتوحد الطبيعة وتتفق على عقابك ..
كأن الهواء يريد منها اعترافاً بفقدان الهوية
بهروب الطريق من تحت قدميها..
تفتقد بشده تلك الكلمات الخجلى
التي تموت قبل أن تنطق بها شفاتها
تنتقد فنجان القهوة التي تعلمت من أجله كيف تعد اجمل قهوة في الناريخ
- القهوة بتاعتك بتاخدني لعالم تاني ..
- أنت بتحطي شخصيتك واحاسيسك في فنجان القهوة دا ...
تحترم نفسها كثيرا لهذا الاطراء ...تصدقه...
يتوقف المطر قليلاً
ترتعب لفكرة توقف المطر...
ماذا لو رءاها أحد الاصدقاء باكية هكذا ..ماذا سيقولون له ؟!
تهز رأسها بقوة لتنفض فكرة استمراراها بالتفكير به...تنهمر دموعها من جديد ..
- اللون الأحمر جميل قوي عليكي ...
-بس أنا بحب اللون الأسود...
-يا غامضة أنتِ...بتحبي تستخبي جواه ..بس برضه قاريكي...
- العشرة مش أكتر..
تحاول الصمود ..لا تقدر
تجلس على أقرب مقعد يقابلها
أمام البحر مباشرة
تندهش كيف اختارت نفس المكان
كيف ساقها الحنين لنفس مكان اللقاء الأول...
تلتفت على صوت وراءها ...
- وحشتيني ....

ليست هناك تعليقات: