20‏/5‏/2009

مين قال انه مات !!!!!!!!!!!!!!!!

أطالع صحيفة الاهرام بالأهرام فلا أجد أي ذكر لخبر وفاة محمد علاء الدين ...حفيد الرئيس ...
ولشدة دهشتي أن تذيع أنباء الشرق الأوسط الخبر ..وأول ما أفتح مدونتي أجد الريدر بخبر من أحمد الصباغ نقلاً عن وكالة انباء الشرق الوسط....توقعت أن يكون ملعوب آخر من ملاعييب الصحافة ....خاصة أن الجرائد اليومية لا تذكر أي واردة ولا شاردة عن الخبر.....
تجولت في المواقع لأجد الخبر مؤكد على مصراوي ...إذا فالخبر صحيح ....
وسرعان ما انتشر الخبر في مصر كانتشار النار في الهشيم ...
إذا فالخبر صحيح ....

هالني الخبر ..بجد اتصدمت ...يعني الريس بنفسه وولاده ونفوذهم وفلوسهم أسفة مش قر ولا حسد..وكل علاقاتهم يروح ابنهم في شربه ميه...
(لكل أجل كتاب) حقاً
ولا كبير عن الله ولا صغير كل له ميعاد لا يؤخر ولا يقدم ....

عائدة من عملي مبكرة ..لأجد مراسم الجنازة قد بدأت ....لم أرد مشاهدتها ...أكملت يومي وعملي ورجعت لأشاهد على المحور صورة أعتقد أن لنا فيها عبرة...
علاء وجمال ..يحملان النعش ..الأب يحمل فلذة كبدة والطفل المدلل للعائلة كلها ....
حقا أن صورته جميلة وبريئة ...طفل لم يجري عليه القلم بعد...
أحزان العالم لا تكفي هذه الأم الثكلى ..التي أسأل الله ألا أكون مكانها أبداً ...
لقد توقعت أن أجد المدونات وجرائد المعارضة ..نازلة سلخ في الموضوع وشماتة ، لكن أن أجد الدمع والحزن بل والصدمة أيضا على وجوهنا جميعاً ، تجعلني أقول أنه حقاً لم يمت ، صورة هذا الشعب المكوي بنيران السلطة وجبروت رأس المال وتبجح الطبقة الرأسمالية ، ومطحون تحت عجلات الفقر والقطارات ويئن أبناءه من وجع البطالة والتشرد والطرد في كل بلدان العالم ، هذا الشعب المتخلف رغم أنفه ، والموضوع تحت المجهر ، وفي معامل الدول العظمي والوقحة كحقل تجارب سياسي وأجتماعي وديني بل وأخلاقي ، هذا الشعب برغم كل ما سبق لم يمت ...
حقاً لم يمت ...حينما نجده لم يفقد بعد حزنه وتعاطفه مع العائلة التي وإن سمحتم لي - يلعنوها - صباحاً ومساءاً
ويتمنون زوال حكمها ...ويتهكمون عليهم في نكاتهم صباحاً ويلعنوهم بسبب توجه البلد السياسي الغريب أو الغير مفهوم معالمه ...
هذا الرجل الكادح الذي يلعن في سياسه جد محمد ...صرخ على فقده ...حقاً هذا الشعب لم يمت بعد...
الرجل الذي لا يجد ما يسد به رمق أولاده ولا رمقه هو شخصياً.. الرجل الذي اضطر أن يعلم أولاده في مدارس لا يعلم عنها جد محمد شيئاً ولا تعلم عنها جدته غير أنه نظيفة وجميلة ومتطورة ...الرجل الذي مات أولاده الأربعة وزوجته في العبارة ...لم تطل من عينيه تلك النظرة المتوقعة ..نظرة الشماته ...

فمن قال أن هذا الشعب مات ..فاته أن ينظر ليس للمنافقين وراء السلطة و(كدابي الزفة) إنما لواقع الشعب الذي رفض الشماته في علاء لموت ولده
أو في جد محمد نفسه رغم ما نحمله جميعاً من اختلاف - ليس معه شخصياً- إنما مع رؤيته السياسية ... فمن الغباء أن أختلف معك شخصياً حتى إن زلت وجاء غيرك بنفس سياستك ..لعنته هو الآخر ...
سيادة الرئيس قد يكون محمد حفيدك مات لكن لعل في موته عبرة وعظه ...
لعلك ترجع إلى الله ..لعلك تتذكر موقف غير صائب بالمرة يوم موت الآف البشر في العبارة ولم تكن معهم كنت في نهائي الكرة ..وهم كانوا جميعاً مفطوري القلب على ولدك ..لم يهن عليهم أن يذوق ابنك نفس المرارة التي ذاقوها في ذويهم ....
لعلك تراجع نفسك لتتذكر أن الوقت قد حان لتغيير و لو قليل من أوضاع أحفادك الأطفال في كل مصر وعرضها الذين لا يزالون يقولون لك بابا مبارك ...لعلك لن تسمعها مرة أخرى من محمد _غفر الله له ولنا_ ولكن ماذا عن مليون محمد ؟
لعلك تتذكر كم محمد مات أثناء عبوره مياه المتوسط للنجاه من مقبرة البطالة ...
لعلك تتذكر كم محمد مات في سبيل الدفاع عن وطنه الذي أنت وأبناءك وحفييدك رحمه الله جزء منه
ولعلك تذكر كيف يدنس اليهود الآن أرضه ..

(فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشي )سورة طه
ولا أعقل ابداً أن يكون أحدا منا في طغيان فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلي

غفر الله لنا ولكم جميعا

وربط الله على قلب أمه وأبيه
وذويه
وبارك لهما في ما بقي من ولد
ومتعنا اللهم بذرياتنا وأجعلهم جميعاً صالحين
ولكل من فقد ولداً
فعسى الله ان يبدله خيرا منه
و...
لينتظر رؤية ولده على باب الجنة


هناك تعليقان (2):

مجداوية يقول...

السلام عليكم

الشعب المصري عاطفي وطيب وتجديه دائما يتحد وقت الأزمات وهذا يفسر هذا الجزن الذي نشعره جميعا رغم إختلافنا مع الحكومة ولكن كما ذكرت أن المواقف ليست ضد الأشخاص ولكن ضد السياسات

ورحمة الله ترسل مع الابتلاء رحمة فقد يكون هذا الحدث الأليم فيه من الخير لأهله وله ولنا الكثير فكل أمر المسلم خير اذا أصابته مصيبة صبر واذا أصابته النعماء شكر

تحليل رائع للموقف أحييك عليه

رحمة الله عليه وإنا لله وإلا إليه راجعون

ام البنات يقول...

رحم الله الطفل ورزق امه الصبر على فقد عزيز انتظرته 4 سنوات وعندما اصبح على أعتاب الرجوله استرد الله الوديعه

موته ان شاء الله فى ميزان حسناتهم..
ونسأل الله ان يكون موته سبب لان يعدلوا فى الميزان
فالموت كفى به واعظ