نحو رحيل أكثر جدية

-1-

فانتازيا

هذا ما أسعى له الآن ...رحيل أكثر جدية ...فقد كانت محاولاتي السابقة لا تخرج عن كونها محاولات غير مدروسة ...
الآن ومع مضي عام أو أكثر بعد أن ظللت أقنع نفسي بجدوى العودة مرة أخرى ومواكبة الآخرين .....
تخلت الدنيا عني ...ومنذ متى وهي طرف معي وليس ضدي؟
دائما ما تعطي لي وجهها الرائع المليء بمساحيق التجميل ..أصدقها...ومنذ متى يصدق الكاذب؟ حتى إذا اطمأننت لها ...أعطي لي الوجه العابس...وجه الجحود...
فلأحاول أن أرحل بجدية هذه المرة ...فلا أعتقد أبدا أن من يعيشون على أرضي سيفتقدون مرآي.....
هناك حيث الكذب لا وجود له ...والوجهان لا وجود لهم....حيث لا جدوى أن تتحامل على نفسك من أجل الآخرين...
هنالك لا وجود للرحيل المبرر أو غير المبرر...هنالك وطنُ وكفى ....أن يكون لك وطن في زمن تلفظتك فيه الأوطان ، حيث لا يحرك مشاعر الآخرين نحو إلا صلة قرابة أو صداقة أو زمالة....أما هناك فلا وجود للقرابة ولا النسب...هناك أرض خصبة مرتع لكل من له خيال...هناك لا اضطر أبداً أن أتحمل ما لا أطيق تحمله....هناك ...أمشي حيث أردت وأهرب من واقع مرير...واقع ليس منه فكاك....
هناك لا اشكو فيسألني الناس عن تفاصيل أحاول جاهدة أن أخفيها، فليس عندي هناك ما أشكو منه ..
هناك حيث أكون اميرة الثوار..وعاشقة بين صفوف المحبيين....ووردة في حقل الياسمين....وطائر يطير بين الغصون ....
حيث لاهنا ولا هناك...ولا معنى للحدود...حيث لا هموم ولا أفكار تسود عليك عقلك.....
ترى متى أحزم أمتعتي وأركب القطار؟!!!!